Google+ Club de Conscience Estudiantine: السيــــــــنما البديــــــــلة

samedi 25 avril 2009

السيــــــــنما البديــــــــلة




"لا يمكننا أن نقوم بتغـــيير الرؤيـــــة الســـياسية للأشخاص عن طريق الفيلم ولكن يمــــــــــكننا على الأقل خلق حوار سياسي"
- كوستا غافراس-




لم يكن الفن يوما مجرد اداة للترفيه والمتعة بل هو تعبير ثقافي عميق عن مختلف التناقضات والاحلام والصراعات التي تزخر بها المجتمعات البشرية مند فجر التاريخ ونفس هدا التعريف ينطبق على السينما باعتبارها شكلا فنيا حديثا تكمن من تحقيق شعبية وانتشار هائلين بين مختلف الطبقات الاجتماعية ولدى كل الامم والاعراق لدرجة لم يحققها اي من الفنون السابقة ولعل هده الجماهيرية الرهيبة بالدات هي التي جعلت من حقل السينمائي ميدان صراع ساخن بين مختلف التيارات السينمائية التي يسعى كل واحد منها الى اعطاء السينا بعدا وغاية معينة ولقد عرفت العقود الاخيرة سيطرة شبه كاملة لتيار السينما التجارية الدي يسعى الى جعل الفيلم السينمائي مجرد اداة للربح من خلال جدب اكبر عدد ممكن من المشاهدين بغض النظر عن القيمة الفنية او الفكرية للعمل السينمائي مما يهدد بتحويل السينما الى مجرد اداة للاستيلاب والتنميط وليس التحرر والتمرد الا ان هده الموجة المدمرة من السينما التجارية لم تتكمن من اجتثات كل قلاع المقاومة الفنية حيث مازال يتواجد سينمائيون ملتزمون يقاومون لاجل استمرار سينما انسانية متمردة وبديلة للثقافة الاستهلاكية السخيفة
وفي اطار التعريف برموز هده السينما البديلة سنخصص هدا المقال لعرض المسار الفني للمخرج الشهير كوستا غافراس
ولد كوستا غافراس باثينا سنة 1933 لعائلة من اصول روسية تابع دراسته الثانوية باثينا لكنه منع من اكمال دراسته الجامعية بسبب انتماء والده للحزب الشيوعي هكدا وجد نفسه مضطرا لمغادرة اليونان الى فرنسا حيث تابع دراسته بكلية الاداب قبل ان ان يلتحق بالمعهد العالي للدراسات السينمائية
عمل بعد تخرجه كمساعد للعديد من كبار السينمائيين الفرنسيين امثال رينيه كليمنت وجاك ديمي وفي سنة 1965 قام باخراج فيلمه الثاني مقصورة القتلة الدي عرف نجاحا جماهيريا هائلا كما حياه النقاد بحرارة
وفي سنة 1969 قام باخراج فيلم ( زد) المقتبس من رواية بنفس الاسم للكاتب فاسيليس فاسيليكوس والدي تدور احداثه حول عملية اغتيال احد النواب اليساريين من طرف النظام الملكي ومحاولة تصويره كحادثة سير عادية وقد فاز الفيلم باربعة جوائز في مهرجان كان السينمائي كما تم اعتباره من طرف النقاد اكبر واهم فيلم سياسي فرنسي
وفي سنة 1970 يقدم كوستا غافراس فيلم الاعتراف المقتبس من السيرة الداتية لارثر لندن نائب وزير العلاقات الخارجية التشيكوسلوفاكي مما تسبب في ردود فعل عنيفة ضد الفيلم من طرف الاحزاب الستالينية في اروربا بسبب نقده الحاد للمحاكمات الستالينية في سنوات الثلاثينات حيث اتهم غافراس بمحاولة تشويه الانظمة التي كانت تدعي الاشتراكية باروبا الشرقية
الا ان كل هدا الهجوم لن يمنع كوستا غافراس من مواصلة مسيرته الفنية المتميزة حيث سيخرج سنة 1973 فيلم حالة حصار الدي تدور احداثه في الاروغواي حيث يفضح الدعم الدي قدمته الولايات المتحدة الامريكية للانظمةالقمعية في امريكا الاتينية لمحاربة اليسار والقوى الشعبية
وعلى نفس المنوال سيخرج كوستا غافراس فيلم المختفي الدي يدين الدور الدي لعبته وم ا في الانقلاب الدموي الدي قام به الدكتاتور بينوشي ضد حكومة الندي التقدمية والمنتخبة ديمقراطيا وقد فاز هدا الفيلم بالسعفة الدهبية في مهراج كان
سوف يواصل هدا المخرج الكبير ابداع روائعه السنمائية خلال الثمانينيات والتسعينيات وبداية الالفية الثالثة وندكر من بين هده الابداعات (حنا ك) الدي يتناول معانات الشعب الفلسيطيني من جراء الاحتلال الصهيوني وفيلم (مدينة مجنونة) الدي يفضح عملية التلاعب بالراي العام الدي تمارسه وسائل الاعلام الامريكية وفيلم (امين) الدي يناقش اضطهاد النازية لليهود.......
يصعب حصر كل افلام كوستا غافراس في هدا المقال المختصر فهي كثيرة وعميقة المضمون مما يحتاج الى عشرات الصفحات من التحليل المعمق والتفصيلي لاعمال فنية من هدا الحجم ونامل ان يكون هدا المقال المتواضع قد القى ولو دائرة ضوئ صغيرة على احد رموز السينما البديلة الملتزمة


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire